الغذاء وعلاقته بالضغوط النفسية

إن الإعداد النفسي كما هو معلوم بأنه الركن الرابع من أركان الإعداد الرياضي ولكن الناظر للرياضة الفلسطينية يجدها تفتقد للكثير والكثير  ومن أهم ما تفتقده هذا الركن الأساسي للوصول إلي المستويات المتقدمة ، غير أن الرياضة في كافة الألعاب هي في ادني مستوياتها وإخفاقات على جميع الأصعدة دون استثناء ، وما يدور من تحاليل أو رفع من الروح المعنوية هي علاجات مهدئة وموضوعية لتقبل هذه الإخفاقات وإقناع النفس بجدواها وللأسف وبناء على ما تقدم فإنه لا يتم معالجتها ، حيث يسقطها المحللون على أمر الكل يعلمه ولكن هناك مبالغة في ذلك لان النية والعزيمة تولد من الشدائد وهذا أمرا آخر مردود على مدعيه ، كل هذا وبكل تجرد هو لعدم الإلمام الكافي بالعلوم في هذا المجال الذي وصلت مواصلها، وسأتطرق في مقالي هذا لأمر واحد فقط وهو الغذاء وعلاقته بالضغوط النفسية من واقع الرياضة الفلسطينية ، حيث جمعني لقاء بأحد البعثات الرياضية المشاركة في إحدى البطولات ، فوجدت تلك البعثة بكافة أفرادها تقريبا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل منهمكة في تناول طعاما دسما وبعض المشروبات الغازية مع العلم أن البعثة الرياضية معها كادرا رياضيا على أعلى مستوى، مما أذهلني ذلك ، لكن الجواب دائما حاضر مشاركتنا شرفيه ، إليكم التالي في هذه النقطة بالتحديد ، إن نوع الغذاء له تأثير كبير على الحالة النفسية ويعمل كمثيرات للجسم تزيد من الضغوط فمثلا ازدياد مادة الكافيين الموجودة  في القهوة والشاي والشكولاة والمشروبات الغازية تزيد من إفراز مادة الادرناليين مما يزيد مستوى الضغط ناهيك عن ارتباط نسبة الكافيين بارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول .
وهناك آخرون ينصحون اللاعبين بتناول السكر على الرغم من عدم احتوائه على مادة غذائية هامة ، لكنة بالفعل يزيد من الطاقة خلال فترة قصيرة ، ولكنة بالمقابل قد يؤدي ذلك إلى ازدياد العبء على غدد الادرناليين مما يزيد من القابلية للاستثارة السلبية ، فضعف التركيز وأيضا الاكتئاب ، وازدياد معدل استهلاك السكر يمثل حملا شديدا أيضا على البنكرياس .
وأيضا عدم الالتفات إلى نسبة الملح في الطعام وخاصة في الفترات القريبة للبطولة أو المنافسة والذي يؤدي بدورة إلي زيادة العبء على غدد الأدرينالين تاركا اثر سلبيا على الحالة الانفعالية ، لذا ينصح بالملح الذي يحتوي على البوتاسيوم أكثر من الصوديوم .
بالإضافة إلي ماسبق فان الأطعمة المشبعة بالدهون تزيد من نسبة البدانة وتزيد من العبء على الجهاز الدوري التنفسي أي لها بالغ الأثر على اللاعبيين في حال تناولها بنسبة غير متوازنة ودون أسس علمية ناهيك عن الأمراض التي تسببها مثل سرطان الصدر والقالون والمثانة.
أما بالنسبة للأطعمة المشبعة بالكربوهيدرات فإنها تساهم في إفراز مادة السروتونيين serotonin بالمخ مما يؤدي إلى الشعور بالهدوء ومن أهم مصادر الكربوهيدرات " المعكرونة ، البطاطس ، الخبز ، البسكويت (قليل السعر)".
وبالنظر لما سبق يتضح لنا أن الأنواع الغذائية المختلفة لها تأثيرات وتداعيات مختلفة ومتفاوتة الدرجات في التأثير على اللاعبين  وإثارتهم وانفعالاتهم ، وان عدم الاكتراث لها وذلك للجهل بما تتركه من آثار نفسية سلبية مما ينتج عنها ضغط نفسي مسببا تقلصات عضلية أو إمساك او ضعف التركيز وعدم الإلمام بنوعية الغذاء المساعدة لإطفاء أجواء إيجابية والتي ينصح باستخدامها في مثل هذه الحالات كالمواد الغذائية الغنية بالألياف لزيادة كفاءة الجهاز الهضمي ، كالفاكهة والخضروات ، وهناك المزيد حول هذا الموضوع والذي يطول شرحه ، ومن هذا المنطلق لابد من إعادة النظر فيما تحتاجه الرياضة الفلسطينية  كاملة للارتقاء بها وبمستويات لاعبيها التي وصلت إلي مراحل الهزل، فمعظم الألعاب الجماعية والفردية ليس بها استشاري نفسي ، فلو تساءلنا من المخطأ في خسارة فريق ما المدرب أم اللاعبين أم الهيئة الإدارية ، أم المشرفين على الرياضة بوجهه عام ؟ ويبقى السؤال مفتوح ....  ، لكن اليقين أن هناك خلل كبير في البناء الحيوي للفرق الرياضية سيبقى عائقا إن لم يتم استدراكه وعلاجه فلا فوز أو حصول على أي من المراتب على المستوي الإقليمي أو الدولي على المدى المنظور أو البعيد بهذا الحال المذري .