الكاتب : د. أسامة أبوجامع
غزة – فلسطين


الشعب يئن وتقسيم تركة الثورة كالمخارز تدمي الأجساد والسكاكين تقطع
الأوصال ولفلسطين الضياع يا قيادات الأحزاب العظيمة وأصحاب المصالح

تهادت إلي مسمعي ذكريات عكا ويافا وحيفا فزادت القلب لهفة وحرقة ، وحركت كوامنها , بعد أمد من زمن دام خمس سنوات من الانقسام , وشغل شعبنا بفتح وحماس وما بينهما من أحزاب تراوح ما بين حرفين لايرقيا إلي المسؤولية ، تطير طائرات من ورق وتطيّر فوق سماء غزة والضفة تستكشف فيها أحزان شعبهما , وآخر تعتبر ذلك مدعاة لمهزئة لأنه مشغول بجمع المال , وتكديسه لأولاده لعله ينجيه إن وقعت الواقعـة , وهو خاو لا يعلم أن للإنسان رسالة يحملها بين جوانحه ، وان الحر تكفيه الإشارة ، لكنه فقد حتى الكرامـة ، فيقال : من لدية مال , من لدية جاه , من لديه منصب ومواكب حوله سيارة , وما علم أنه صغير مهما كبر ، أيها الشعب العربي الفلسطيني الأبي لا تحزن فإن الله يمهل ولا يهمل ، هودت القدس في عهد الانقسام ، وزادت هجمة المستوطنات والاستيطان على وجه السعار المغلف بمرض عضال ، وقطاع غزة يكتوي بنار الحصار والحرب والكل يسمع أخباره وكأن قلبه من حجر فلا أوردة ولا شرايين ولا ماء ولا دماء ولا إحسان يظن أنه بذلك قوي ولا يدر كيف ينظر له العدو باستهتار واستغباء حقيقتان لو يعلمهما كم هي محزنة وخيبة مخيبة ، تعستم أيها القيادات والله مهما قلنا فسيكون ذلك أقل مما سيكتبه عنكم التاريخ ، كيف تهون عليكم فلسطين أهنتم على أنفسكم ، أإلى هذا بلغ بكم الحد ، أليس فيكم من هو شجاع يأخذ القرار ويعلن بأنه لم يعدم الخير وان هناك من يمتلك الخيار ، ترى الوجوه المعبسة من الشقاء وتري وجوها كالحة من الثراء ، لم تصن الأمانة وتبحث عن ملذات الحياة كأنهم لزمن أبي جهل قد رجعوا ، وبزمن الإمعية قد ارتبقوا لذا فإن الإقدام على أي خطوة أحادية هنا أو هناك هي فتنة أخرى ويزج بالشعب فيها ، فبكل بساط تجرد ارحلوا واتركوا شعبكم كفى مهزلة ، لم تبقوا لا نديما ولا حتى رسول محبة !!! ألا تفهمون ؟! ، قتلتم كل مودة وزرعتم الأحقاد بل خلعتم كل الورود وأبقيتم الأشواك ، وعقدتم لواء الإجرام ضد شعبكم ونصبتم مشانق الظلم لتحاكموا كل حرية وعدل وتناسيتم أن العدو يتربص بكم ، ومن شدة وطأة صنيعكم الذي خالفتم به حتى مبادئ دينكم فذهبت هيبتكم وضاعت كرامتكم وظهرت سوءاتكم ومثالبكم وبدل أن تدعوا الله على عدوكم في سجودكم وصلواتكم تدعون على أنفسكم ، لأن الأمة أصبحت تدرك يقينا أنكم إلي الهالكة تحذونها وإلى الجحيم تدفعونها وإلى الفرقة تقودونها فأي الخير له تردونها  ، هل يعقل أن يذاع على الأمة تشكيل حكومة لعدة مرات ومرات يرأسها رئيس وزراء واحد ، أم يبقى حال غزة وأهلها أهل العزة والكرامة ، تدوسونها ألا قد خسرتم جميعا الرهان ، وأبكيتم شعبكم ليل نهار فياللعار ياللعار ألا فالنترك القضاء لرب العباد يلطف بنا في الأقدار ، عزاؤنا أن كل شيء مقدر بقدر في صميم عقيدتنا وان أرضنا مباركة بكل ما عليها فلها رب يحميها ، فلا غاصبها يبقى ولا عنجهيته ترديها ولا الجهلة يبقون فيها والجراد سيأكل كل مؤذيها وهذه الآثار ستجلي كنهها وتثبت ما فيها ، بأنه لا يعمر فيها من الظالمين مهما طال المطاف طاغيها ، ولا أريد أن أستجدي مقالات أو أؤمل كثيراً أو أن أغط في أحلام تفائل لا أدرك معانيها ولكن أقول على شعبي أن ينهي هذا الانقسام البغيض وليحسم كل ملفات شانئيه وظالميه ومفتريه ويقذفهم في متاهات صحاريها وهو قادر فعلا أن يرد المياه إلى مجاريها ألا فللننظر لمستقبل قضيتنا وشعبنا ووطننا سريعا إذ لا مجال للمماطلة ولا المقارعة أو المجادلة أو المجاملة فيها ، ولا بد من الإنتباه قبل فوات الأوان ، ولا أريد أن استبق الأحداث حينها ستذكرونني فما أنا إلا كذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ينادي يا قوم اتبعوا .....