كان رئيســـا للوزراء

الليث ملك القفار وما تضم الصحاري ســـــــعت إليه الرعايا يوماً بكــــــــل انكســــــــــــــــــار
قالــت: تعيش وتبقى يا دامي الأظفار مات الوزير فمن ذا يسوس أمر الضواري؟
قال:الحمار وزيري ماذا رأى في الحمار وخلفتـــــــه، وطـــــــــــــــارت بمضـــــــحك الأخبــــــــــار
حتى إذا الشهــر ولى كليلة أو نهــار لم يشــــــــعر الليـــــــــــث إلا وملكــــــــــــــه في دمـــــــار
القرد عند اليمين والكلب عند اليسـار والقــــــــــــط بيـــن يديــــــــــه يلــــهــو بعظـــــــمة فـــــــــار
فقال:من في جدودي مثلي عديم الوقار أين اقتـــــــداري وبطشــــــــــي وهيبتــــــي واعتــــــباري
فجـاءه القرد سرا وقال بعـــد اعتـــذار ً يا عالي الجـــــــــــــــاه فيـــــــــنا كن عـــــــالي الأنظـــار
رأي الرعية فيكم من رأيكم في الحمــــــــــــــار
ذلك لأن رئيس الوزراء ذاك كان يسرق من رأس مال الأمة , وقد نصحه الرئيس بان يسرق من الأرباح ، لأن ذلك أجدى وأكثر نفعا , لكن رئيس وزرائه لم يأخذ بنصيحة رئيسه فكان أن طلب رأي الرعية فيه ،هذه هي الحقيقة بحسب زعم الرئيس ، وأنه هو من أقاله وليس هو من استقال , معطيا مثلا بقوله لن يستطيع أحد أن يقيلني من منصبي إلا الله ويؤكد بالقطع لا وألف لا , وأظن أنني من الخالدين فعملي كله إصلاح وعدل وصلاح في توزيع الثروة على مرافقيً بل واسجن كل من تسول له نفسه بغيبتهم فهذا في الدين حرام ، ينتهي المطاف بتراشق الكلمات وتبادل اللعنات , والسباب بمختلف جمل العربية ناهيك عن المفردات , فقد اشتعلت الحرب بين رئيس الوزراء والرئيس معلنا أن الشعب هو الضحية والنتيجة تعادلت , وأنهم في نهاية الأمر في عرصة العرض يوم القيامة مجتمعون , وقد توضئا وأعليا راية السلام بينهما على أهات الأرامل وأنات الأمهات الثكلى وأحزان اليتامى , ونسيا أنهما كما يدعيا لهذا الوطن حافظان وأنهما عما فعلا مسئولان ، ودوام الحال من المحال ، فقد تكون اليوم في قصر يحيط بك خدمك وحشمك يبتسمون لقوتك ولبطشك ليس لك فهم مستفيدون , وغداً ما بين حرف الكاف والنون يكون في أسفل سافلين هكذا وعد رب العزة الظالمين ويستبدل أقواما بأقوام آخرين ولا تكونون كالذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم .
Social Link