الكاتب : د. أسامة أبوجامع
غزة - فلسطين

موقف الشعب من سلطتي اسبرطة
"الشعب يريد إنهاء الانقسام"

بدأ مأزق غزة منذ أن اتجه تفكير قيادات العمل السياسي الفلسطيني في الاقتراب من النموذج الاسبرطي حيث قلب مناخنا المتوسطي إلي حار وتضاريسها الساحلية إلي وعرة ، تخاطبك أسرارهم قائلة لو تمكنوا من نقل السكان إلي سفح جبل ما تأخروا عن فعل ذلك أو إلي عمق الصحراء ليروا أيهما يصمد سكان غزة المساكين أم سفينة الصحراء ،لقد تكالبت علينا الأمم وتقاذفتنا الرياح شرقا وغربا ، وقياداتنا في تأملاتهم وأحلامهم نائمون ، لقد كانت اسبرطة دولة خاوية بلا علماء أو مفكرون فأُثقل كاهلها من قياداتها حيث أنهم كانوا يظنون أنهم يحسنون صنعا ، فجهلوا شعبهم وألبسوا عليه الحقائق وقلبوها ،لو رئيتهم تعجبك أجسامهم ، غير أنهم ثمالا لا يفقهون ،أما قياداتهم فهم في كل واد يسيرون ،فانظروا ذهبت وتناثرت أوراق دولتهم واندثرت فلا مودع لها ولا صديق أو منتفعا حميم بكاها ، لم يذكرهم التاريخ إلا أنهم قوما جاهلون . فمثلهم كأي قوة مرت على هذه البسيطة . وكأنني وأنا اسرد أحوالها أراها مرآة تعكس حالنا . فمنذ أن انطلقت شرارة الفتنة وتصفية الحسابات ما بين ساستنا وتصديرها للشارع باسم الديمقراطية واشتد الخلاف بين مد وجزر وأخذ السياسيون يتآمرون على بعضهم أيهم أدهى وتلاعبوا بالشعب فأنهكوه وأوهنوه وبنوا وهم أحلامهم فوق آهات شعب مجهد كبيت العنكبوت ، وحالهم يقول كما قال تعالى " .... كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا "، إنهم لنموذج سيئ أتموا تصفية حساباتهم وانقسموا وكلهم مستفيدون وتُرك الشعب ليواجه الحصار والدمار والحروب والآلام ومن ثم تباكوا بعلو أصواتهم واذرفوا دموع التماسيح ويا حبذا لو تواجد الإعلام ليروه كم هم نبلاء منهمكون في التفكير بوطنهم الجريح . فو الله ضقنا ذرعا بأفعالهم وأقوالهم وطفح الكيل لذا بادرنا نحن الشباب لنقول ما تأخرنا في قوله إننا نطالبكم بإنهاء الانقسام فورا دون قيدٍ أو شرط ، لسان حالنا يقول لا خير فينا إن لم نقولها ، اغربوا عن شمس وطننا ... أدخلتم شعبنا في جدالات ومناكفات وأحقاد والله إنكم شرا مكانة ، لقد كان حالنا أفضل قبل وجود السلطة لأننا كنا نعلم أننا نقاتل الاحتلال ،نقاتل من أجل الحرية نقاتل من أجل الأرض المباركة ،نقاتل من أجل القدس التي أعرج منها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، إنها أمانة ثقيلة ستسألون عنها يا قادتنا أمام الله وأمام التاريخ ،وبما فرطتم ؟!!! وتقاتلتم ؟!!! على مال .. وثروة ... وجاه ... وسلطان زائف تحت احتلال وياليتها كاملة ألا ترون أننا في مرحلة تحرير لكامل التراب الوطني الفلسطيني .. نسيتم يافا ... حيفا ... عكا حيث هزم نابليون على أسوارها . ألا تذكرون عمر المختار ، ألا تذكرون غاندي  إنهم أمثال للحرية ، ألا تذكرون ياسر عرفات  ألا تذكرون أحمد ياسين إنهم كانوا رجال صادقين سطروا بصمودهم ودمائهم أسمائهم ليحترمهم حتى العدو ، ويقف الجميع مبهر بنضالهم ، لم يكن تحرير الأوطان يوما بالتلاعب بالشعوب ولا بمشاعرها ولا بلقمة عيشها ,ولا سلب سلطة فوض أمرها إليكم ، إن ما وصل إلية حالنا لهو أمر مزري يستحق أن تبكيه الرجال ، فيا لخيبة الأمل والرجاء فيكم , نصف عقد أليس كافي لإتمام مصالحة داخلية أضرت بمئات الآلاف من شعبكم ، دعتكم الدول على أرضها للمصالحة أليست مهزلة ...
ونُعتنا بشتى النعوت المذلة والمهينة ، ألا فلتخجلوا من صنيعكم وارجعوا إلي عقولكم ، إننا نناشد فيكم أن تحافظوا على ما تبقى من ماء وجوهكم قبل فوات الأوان وقبل أن يهدم المستعمر القدس الشريف ويدنسها ....قبل أن يدوس أعراضنا .... قبل أن يرحلنا من ديارنا مرة ثالثة ألا ترون أن العدو يعد العدة لذلك . ليقف الجميع وقفة عزة وإيباء وشموخ وكبرياء نغيظ به قلوب الأعداء هنا نصنع المجد بيد الشرفاء الأوفياء وندحر الجبناء والمستهترين الأغبياء الذين ألقوا بنا في مهاوي الردى