ذكري النكبة ،إلي متي؟ ... هل سينتهي حق العودة؟ ...
من العجيب أن البعض
حينما يتكلم عن فلسطين يظن أنه امتلكها بقوته، أو بوضع اليد كما يُقال في
بعض القوانين، ويعتقد أن القوة التي أوجدته باقية إلى مالا نهاية وأن الأمم قد
تندثر بتهجيرهم لأصحاب الأرض، وبحصارهم فيها والتفنن في إذلالهم، وطرق تعذيبهم،
وسجنهم، وقتلهم، ظناً منه أنه بذلك يفسح لنفسه المجال بالبقاء على هذه الأرض، ويتحقق
فيه قول الله تعالي : "أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيّهِ أَحَدٌ*يَقُولُ
أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدَاً*أَيَحْسَبُ أَن لَمْ يَرهُ أَحَدٌ...البلد" ولو
أنه تمعن قليلاً وأعطي لنفسه فرصة التفكير؛ لعلم أن بقاءه مسألة وقت ليس أكثر، ولكن
أخذته العزة بالإثم ونسي أنها لو دامت لغيره لما وصلت إليه !، وأن كل من أجرم و
أساء بحق شعبنا الفلسطيني العربي سيتحمل عواقب دناءة أفعاله المشينة، سواءاً أكان
ظاهراً بالصورة أم متخفياً، فما بقيت قوة دون أن تغيب عنها الشمس.
فكم من
إمبراطوريات كانت في عصر الظلام وانتهت؟ وثانيه كانت في نشوة انتصارها، وهي الأخرى
انتهت، وبلدان شيدت فيها مملكات لآخرين وزالت وأدبروا وولوا إلي ديارهم؛ لذا إن كل
أفعال الاحتلال في ظل استخدام سياسة تغييب الوعي للشعوب تارة ، وزعمة بتهويل حجم
انتصاراته تارة اخري، وإدخال متغيرات دخيله علينا لا تتناسب في التفكير والثقافة
والعادات والتقاليد من خلال ما يمتلكه من سيطرة على المال وما يتبعه من مؤسسات
فكرية وبحثية، ذلك بقصد إنشغال الشعب بسفاسف الأمور كلقمة العيش والفوضى وغيرها عن
جوهر قضيته والنضال من أجلها، ويدور في فلك ذلك الإطار بغرض كسب الوقت وبناء دولته
على أنقاض أرض مسلوبة وآهات شعب مُنهك.
ومن هنا أشير
إلي نقطة ثانية قد يختلف معي فيها البعض أوقد يتفق، وهو بأنه رغم الفوضى والأفكار
المتضاربة وامتلاء الفضاء بالضجيج، هناك بارقة أمل تشير لنا بأن العمر الزمني
لدولة الاحتلال بالنسبة لأعمار الشعوب لا يذكر بالمطلق وإن وجود الاحتلال وسط
إقليم ليس من بيئته ولا لغته ولا دينة سبب آخر يزيد من إيماننا وقوة يقيننا بأن الاحتلال
عارض على فلسطين وأن بقاءه سياسته بوتيرتها من استيطان توسعي، وسجن، وقلع أشجار
الزيتون، وتدمير، وقتل، وكذلك تنصله من الاتفاقيات التي تضمن الحق الأدنى من
الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفق شرعية دولية ظالمة، لن يكون ذَلك إلا جرح
وحسرة في ذاكرة من اقترفها ومن فعلها وأيدها، أو حتي من سكت عنها، ولتكن الثأر
فتكون ذكري بذكري.
وكما قال الشاعر
:
لا تبكِ عينُكَ
أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت.
هذا هو التاريخ "الأرض لأهلها والمغتصب راحل راحل..
شاء من شاء وأبى من أبى" هذه هي حقيقة لا يمكن أن يزيف واقعها، ولا قيصر بعد
قيصر.
Social Link