منذ بداية الإنقسام وما عانيناه من عواقبه، وهناك أصوات تنادي بإنهاء الإنقسام، وتسعي جميع المحاولات المجتمعية جاهدةً، داخلية وخارجية لإنهاء هذه المشكلة الأكثر تعقيدا والتي تحولت لكارثة تهدد الثورة الفلسطينية خاصه والقضية الفلسطينية عامة.
فالإنقسام أعطي للمحتل الفرصة الثمينة للتنصل من جميع الإتفاقيات المبرمة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وغيرها، ومهاجمة السلطة الفلسطينية ومحاولة الحد من إنجازاتها بما يتناسب مع مصالحه الخاصة فعلى سبيل المثال لا الحصر التوسع الإستيطاني بالضفة الفلسطينية ومصادرة الأراضي، وأيضاً إستباحة وتدمير قطاع غزة من خلال عدد من الحروب التي شنها ضد القطاع راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين وعشرات الألآف من المصابين والتي خلّفت العديد من الإعاقات الدائمة.
وكذلك التدهور في الإقتصاد الفلسطيني والذي أصبح القطاع طارداً لكل شيء، ومن بينها ما تبقى من رجال الأعمال نتيجة لعدم توفر المواد الأساسية لأعمالهم، فضلا عن مئات الألاف من العاطلين عن العمل، أي الإرتفاع الغير مسبوق في البطالة.
والغريب في الأمر عندما يتكلم القادة الفلسطينيين، تجد تصريحاتهم براقة تحمل النبل في أخلاق متشدقها، ويتغني بإنهاء الإنقسام الذي ينعته بكل صفاته البغيضة  والكريهة، وما إن يخلو إلي شياطينه ترى التباين بعينه بأفعاله العنصرية، الحزبية، التعصبية مخالفةً تماما لتصريحاته، ويُشعل الفتيلة ويقذفها على الأخر عبر وسائل الإعلام التابعة له.
 أي مُصالحة حينها ستكون؟! فأحدهم يصرح بأن هذه الحركة تعمل لصالح دولة إقليمية توسعية، وآخر يخدم مصالح دولة عالمية، وكأن الفرقاء بلا إرادة أليست بحركات تحررية غايتها تحرير فلسطين وأرضنا المقدسة والارض الطاهرة.
والسؤال هنا هل القيادات الفلسطينية فعلا بلا إرادة؟ أم أن الظاهر والباطن يبديان أن المصالح المادية هي الأساس ؟!
أم أن الفكر الأيدولوجي للحركات هو الذي يحرك إرادتها نحو إبقاء الإنقسام؟!
فالمتمعن في السلوك العام للحركات يجد أن غايته الحقيقية هو إبقاء الإنقسام وذلك لتوافق المصالح بين طرفي الإنقسام؛ فهذا يريد إثبات أن فكره صائب، وذاك يريد أن يثبت أن أبحاثه  تؤتي ثمارها وعينته التجريبية الشعب المغلوب علي أمره؛ الذي يغرق تارة في البحر، وتارة يقتل بأيدي لا نعلم حقيقة أمرها .

ومن هنا لابد ان نستصرخ الصوت الصادق الذي يمتلك الإرادة الثورية بداخله فنحاول أن نرسل إليه برقية لنهضته وانتفاضته من أجل شعب أصبح شغله الشاغل، وهمه الوحيد أن يترك وطنة مجازفاً بحياته مهاجراً في أرض الله من الضيم الذي لحق به، بعد ان كان همه التحرير.....