منذ أن بدأت الانتفاضة الثانية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية منشغلة فقط في إيجاد إدارة للأزمة وليست إيجاد حلولاً للأزمة؛ وكان أصعب ما في انتفاضة الأقصى الثانية هو الانقسام واختلاف الحركات الفلسطينية على وسيلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هل يكون المنهج السلمي؟ أم أن يكون المنهج المقاومة؟!، لنصل في هذا اليوم إلى عدم تقبل الشعب لكلا الوسيلتين، وأيضا انهيار تام في نواحي الحياة كلها، فمنظمة التحرير منذ نشأتها لم نرى عليها أي تطور فمن عهدناهم من عشرات السنوات هم من يتولون قيادتها دون الاكتراث لمتغيرات العصر، وكذلك دون ضخ دماء جديدة تستعيد عافيتها من خلالها؛ وإن كان هناك بعض التغيرات على "استحياء" ولكن لم تكن على أسس حقيقية فهي فقط للتزين والتجميل الخارجي وللاستهلاك، فهي تحتاج لقياديين ذات دراية، ووعي، وفعل، وهذا ما ندعوا إليه وليس قياديين على أسس امتلاكهم المال أو التعين وتولي المناصب بالقرابة لا بالكفاءة لمن هو أهلا للمكان والمنصب، وهذا ما نرفضه شاء من شاء أو أبى من أبى، فإعادة هيكلة منظمة التحرير يجب أن يصبح أمرا واقعا؛ فمثلا كل من دخل في سن التقاعد ومازال في منصبه بالمنظمة يجب إعفاؤه من منصبه، ولننظر إلى الكثير من الدول؛ تعافت عندما قادها من هم في سخاء العطاء وبسن الفروسية؛ بعد أن كادت تقع، كروسيا على سبيل المثال لا الحصر؛ إصرار زعيمها السابق "بوريس يلتسن" بأن من يكون على سدت الحكم شاباً قادها ذلك لإخراجها من حفرة الإنهيار.
فيجب علينا أن ننهل من التاريخ بما يفيد و يتناسب مع قضيتنا أما أن تبقى المزايدات فسينهار بالفعل كل ما تم إنجازه طوال مراحل نضالنا السابق، ألا ترى منظمة التحرير أن جميع المخيمات في الشتات أصبحت تفرغ من محتواها؟! أليس هذا قضاء على القضية الفلسطينية؟!، أما الانقسام فهو النكبة الأكبر في قضيتنا الفلسطينية وسنذكّر الجميع ذات يوم بأننا لم يُعيينا كثرة النصيحة والنضال حيث أن بقاء الشمل منفرطاً سيؤدي إلى أوخم العواقب وهذا ما نحذركم منه؛ لأن فلسطين ليست حكراً لأحد، وعلى الجميع تحمل مسئولياته في جميع الحركات ونناشد ذوي الضمائر الحية وأصحاب النخوة والنضال، ومن تسكن بقلوبهم فلسطين وأرضنا المقدسة إلى كلمةٍ سواء، كما أخص بالذكر الكتّاب والمثقفون من الشعب، فالقضية تضيع وأنتم من يُلقى على كاهلكم قول كلمة الحق وإيصال الصوت.

ونقول للجميع هذا خطأ فادح، لا.. لبقاء الانقسام سنوات أخرى إضافية، ويضع الجميع رؤوسهم كالنعام في التراب، ويخرج قائلاً بأن فلسطين جزء من صراع دولي، فهذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلا، لأن فلسطين قضيتنا ومن أراد أن يساعد فليساعد بالحسنى، أما أن ندخل في صراعات ومهاترات  ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، فهذا هو التخبط والضياع بأم عينه، لك الله يا أرض الرباط!