الكاتب : د. أسامة أبوجامع
غزة - فلسطين
لكن لا حياة لمن تنادي

تقسم الوطن فكل حزب بما لديهم فرحون ، تتطاير في الهواء طموحات شعب بالحرية ؛ على أعتاب مصالح ذاتية وفئوية , وفساد غير مسبوق , حيث الاحتكار للسلطة , والتهميش للكفاءات , ولا يقتصر الأمر على ذلك , بل كل الطموحات تؤد في مهدها ، وأن أكثر ما يؤرق ؛ أن ترى فصائل شعب تصنع ممن يندرجون تحت ألويتهم , وتضمن ولاءهم الأعمى ؛ ربوتات في أيدها ، أي أعجاز نخل خاوية ، لا فكر, ولا علم , ولا لون , ولا رائحة ولا طعم ، فما المنتظر منهم ؟!! , لقضية شعب ووطن وتاريخ أمة ؟! , فلا تذهل ولا تصاب بضحكة أو ضحكات هستيرية , عندما يبدي بعضهم فصاحة ؛ فتراه يكتب مقالة يجعل فيها القرد مكان الأسد !! , مستأنسا برأي الحمار , بل ويرى فيه بلاغته ومثاله , لا مرفوع ولا مجرور فهو كلٌ على مولاه وعلى شعبه , وتعاد الكرّةُ على الشعب , فنهج الفصائل في الماضي هكذا كان وهكذا يكون ؛ نهجها في المستقبل , وتدور الساقية بلا ماء , وتطحن الرحى أحشائها فتسع طحناً ولكن لا ترى دقيقاً , وأترك لك الرأي والحكم عليهم؟ ، إن الفصائل بالجزم نسيت أولوياتها , ولما أنشئت , وأسست من أجله , وأصبح همها الوحيد أن  تكون جدار صد للكفاءات , وتركهم في العراء للهجرة ؛ والاندثار ؛ ما بين الأزقة والحارات , و لسان حال الأحزاب يقول : إن استطعتم أن تنفذوا من إطارنا وفلكنا فانفذوا ولكن لن تنفذوا ؛ مهما كلف الثمن ، وحقيقة الأمر أن الشعب والوطن والأرض والقضيـة والهوية ؛ أي أن كينونـة ألأمة أصبحت ضحية , ومغتصبوا حقها قد لبسوا الأثواب السندسية , وأخذت تعيث فساداً في البرية والبرّية .
فقبل أيام تدولت أخبار بين وسائل الأعلام ؛ أنه تقرر عقد لقاء للمصالحة , ومن ثم تأجل اللقاء , ثم سيعقد ثم... ثم... ثم... " طبعاً سيعقد !!!, واللي إيده في النار مش ذي اللي إيده في الميه " ... الناظر لقيادات الحزبية من بين أسطر الضباب , يراهم يتغطرسون على بعضهم البعض , إذ لديهم الكثير من الوقت لحين وقوع الأقصى صريعا مهدما , والشعب مغلوب على أمره من قبل كل سلطات العالم , التي تتصارع على حكمه ليرضخ من شدة التعب والإرهاق وينهار ، وذلك مطلوب صناع القرار , وهنا تتشقق وتتفطر العقول لو تبصرت نهاية ذلك النفق المظلم ، الذي أدخلوا الشعب فيه , لكي ما تستمر الزعامات , وتهتف المظاهرات على ألسنة بلطجية الزمان ؛ يحيى الحكام ويموت الشعب , يحيى الحكام ويموت الشعب , يحيى الحكام ويموت الشعب , ولكن اليوم الذي سيهتف فيه دعاة الحرية آت لا محالة : فيهتف الجميع  دعاة وشعب ؛ ألا فليحيى الشعب وليموت الطغاة , ألا فليحيى الشعب وليموت الطغاة , ألا فليحيى الشعب وليموت الطغاة , ولكنني أُعزي نفسي حتى يأتي ذلك اليوم بقول الشاعر :
لما رأيت الجهل في الناس  فاشيا    تجاهلت  حتى  قيل  إني  جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص    ووا أسفا كم يدعي النقص فاضل