الكاتب : د. أسامة أبوجامع
غزة – فلسطين
إجعلوا ذكراكم ذكري خير لا ذكرى شؤم

من باب استعراض القوه ولكي تشعر الفصائل الفلسطينية بعظمتها أمام خصومها وليمشي قادتها في خيلاء وأبهى زينة وأعظم صولجان موطئين الأرض دكا ينادون في المدائن حاشدين ليوم عرس لمن الملك اليوم ؛ ويجيبون أنفسهم : إنه من أبناء فلسطين ألا وهو الفصيل , الحزب , الحركة , التنظيم ... " اليميني أو الوسطي أو اليساري " غير أن الأضواء تعمي الأبصار فينسون إخوانهم شركاء الهوية والهوى , أخوة اللون والدم, ورفقاء الدرب والكفاح والجهاد والعلم ، ورفعوا شعار أنا الجميع أنا المجموع أنا الشعب لا الشعوب , فلا يعيرون هنالك اهتماماً لأحد, لأن فكرهم وثقافتهم ضيقة ، ألم تسمع عن الأقليات مثلا أليس لهم حقوق حتى في التمثيل والمشاركة السياسية, فالإقصاء ليس من الديمقراطية ولا حتى الشيطانية, ولا حتى في عالم الغوغائية, ولكنه أصبح من شيم الأدعياء , بما لبسوه من مسوح الجاهلية, حيث طعموا حتى كلمة الديمقراطية بالأهواء العصبية الحزبية, فأصبحت معلماً من معالم الدكتاتورية, جبت ما قبلها, وأقامت صواناً تعلن به هلاك من نافسها في تلك القضية, هي الجميع والجميع هي, وكانت قبل ذلك تصدح وتتشدق بالحرية, يا حرية, يا حرية , يا حريه؛ فكانت لا حرية ولا وطنية ولا حورية , وهذه كلمة حق تقال ، فالمهرجانات الأخيرة كلها يقال عنها بمئات الألف مضافاً إلى ذلك المعارضة التي لم تشارك الآخر ، وكبار السن مما يولد عندك معادلة تعدادها يفوق سكان القطاع مرتين أو ثلاثة ، هل هذا لغز غزة أم أن الشعب الفلسطيني في غزة يعلن بكله رفضه للانقسام دائما في صمت , وإن كان يرهقه ذلك , بل وادخل في دوامه أدمت القلب وأعمت الأبصار وأصمت الآذان , وفلسفة ومفاهيم جديدة تأخذه نحو الهاوية ,أنسياه المقدسات والقضية , أبرز ما فيها الحيرة بمعانيها , كيف لا ؟! , وقد شغل الجميع في جملة اختصروها زماناً ومكاناً " من أي الفصائل أنت ؟! " وتجاذبات في أوجها ، أأنت مع أو ضد ؟! , فمنذ أن بدأ الانقسام والشعب في عناء وحياته أسوأ ما تكون , لو نظرت إليه لرأيته موشحاً بكل سواد , جعله لحسابات التنظيمات والفصائل والحركات والجماعات , لأنها بعيدة كل البعد عن الانتماء الحقيقي للوطن ، بل عما عاشه المواطن العادي الذي لا نصير له إلا الله ، إن الانقسام وما تبعه من مناكفات سياسية في عنجهية  خرقاء , وعصبية عمياء , طلباً للدعاية والأضواء , وغفلة واختناق اقتصادي عما جلبه  الحصار , ورغم الصمود الذي أعلنه الشعب الفلسطيني في غزة , الذي لا يسعه إلا أن يرسل رسالة للقيادات , أما آن لهذا الفارس أن يحقق المصالحة التي سترسم فرحة تعلو الوجوه  , وصورة لعيون بزينة لوحة الوطن تتلون ، وبأطفال الوطن وهم يلوحون بأعلام فلسطين , يستبشرون بمستقبل واعد , لا يقتله القادة الذين مرضت قلوبهم ، ويعلنون أننا ما كللنا ولا تعبنا ولا فترنا , فنحن سنكبر وغداً نحن رجاله , فهذا وطننا وهذه أرضنا وبلادنا ودولتنا , ذلك لواؤها , ففيها معاشنا ومحيانا ومماتنا بإذن إلهنا ، ولن يقبل شعبنا العصي الصابر بقاء الوضع على ما هو عليه ، فلم تغن يوماً عن هرمز خزائنه , وعاد قد حاولوا الخلد فما خلدوا ، فرسالتنا للقادة أجمعين , اجعلوا ذكراكم ذكري خير لا ذكرى شؤم لشعوبكم , ولنعد المجد التليد من جديد , لأجل تحرير مقدساتنا ووطننا وإنساننا , وليتفق الجميع وليتوافقوا من أجل قيام دولة فلسطين المستقلة الفتية , الحرة الأبية , ليكون وطن العزة والكرامة , لكل أهله , إن كان هناك صدق في الكفاح أو النضال أو الجهاد فرحم الله من قال فصدق , وعمل فأخلص , ووعـد فأنجز , " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون " صدق الله في علاه .