الكاتب : د. أسامة أبوجامع
غزة - فلسطين
العبادة حق مكفول للواعي والمسطول

 لكل مخلوق على هذه البسيطة عبادة يعتقدها ويمارسها , بقلوب خاشعة , وأعين تفيض من الدمع ، وألسن تلهج بالدعاء , وأكف ضراعة مرفوعة تنتظر العطاء ، بل كل منهم يتجه إلى إلاهه الذي يتولاه , فهناك من يرجو الرحمة والمغفرة والخير له ولأحبابه ، والأقصى يبصرهم لعلهم يخصونه بدعوة تحقق الآمال وتأتي بالرجاء ، إذ هو الأسير في قبضة المحتل الظالم والغاصب اللئيم الذي انتهك حرمته وصد عن سبيل الله فيه ، فلا محرك لساكن . وكأنه يرقب ويقول أين أنتم أيها المسلمون من قول الله تعالى "...... الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ " ]الأنبياء :[71 ويتساءل لم لا تشدوا إليّ الرحال ؟ , ألم يوصيكم الله ورسوله الأمين بيّ ؟؟؟ ألم يقل الله :" سبحان الذي أسرى ....... " وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى نعم المسجد الأقصى الذي يشهد علينا وعلى ذلنا فينكر حالنا تارة ويعرض عنا أُخرى بقلب مدمٍ وعين تنظر أبناء فلسطين المنقسمين فيعاتبهم قائلاً : لا منجد لكم ولا نصير ، فلم كل هذا يصير،  وأطرافي تتهاوى وأنتم تتقاتلون أيها المجانين المغرورين ، فضوا خلافاتكم قبل أن يلعنكم الله ثم يلعنكم اللاعنون ، وعين أخرى تبصر العالم الإسلامي وتقول كفى لم كل هذا الخذلان لي ولعقيدتكم، لم لا يطالب المسلمون والعرب بحقهم في الصلاة في المسجد الأقصى أنسيتم أن العبادة حق تكفله جميع المعتقدات والأديان ومكفول بموجب القانون الدولي للواعي والمسطول ،ألا تذكرون عندما قامت طالبان بهدم أصنام بوذا زلزلوا الأرض ولم يقعدوها لما وقع على عبّادها من ضير ، مؤسسات علت أصواتها وأبواقها ودقت أجراسها لا للإساءة للمعتقدات الدينية ،فوا عجباً لأمتي حتى حقوقها لا تعرفها أو يغيب عنها أو تنساق وراء مجهليها ،هنا أتساءل أين لجنة القدس ،أين مؤتمر العالم الإسلامي وأين... وأين.... وأين.... لم لا يطالب أحد بحق زيارة معتقد ديني مقدس لنا كمسلمين ،أم هي مؤسسات ومؤتمرات فقط لتزين قبة الصخرة بالطلاء الذهبي ،وإرسال العمال المهرة لنقش الآيات على الجدران ،هنا لابد أن يوضع الجميع أمام مسؤولياتهم بأن لا يتركوا الأقصى للاحتلال ولا يتركوه للطغيان ولا يترك أهل القدس للضياع والحرمان ،ردوا على ذلك الشاعر ودافعوا عن كرامتكم وعرضكم الذي انتهكه هو وغيره واستروا عوراتكم ، ادخلوا المصلين إلي الأقصى ليقيموا شعيرة نسيها معظم المسلمين ليكملوا شد رحالهم ، أريد منكم دقيقة صمت فلا تتكلموا ولا تتهامسوا وتلكم دقيقة للتعقل فاعلقوا ما سأقول !! اليوم يوم المدح بلا هجاء ،ليمدح به كل من سيقف إلي جوار المقالة هذه مناصرة للمطالبة بالحق المكفول للصلاة في الأقصى ، وغداً الهجاء بلا مدح ليهجى كل المتآمرين والمتخاذلين والجهال الذين يجهلون حقوقهم وواجباتهم اتجاه أوطانهم ومعتقداتهم ، بل اتجاه إنسانيتهم الضائعة فيا لهول المسألة يوم يقوم الناس لرب العالمين .