يتراود
اليوم مشروع صفقة القرن الأمريكية التي ينص على إقامة أقل من دوله في قطاع غزه
وجزأ من سينا يصل حتى العريش. وتبلغ هذه المساحة أكثر من ثلاث اضعاف مساحة القطاع.
وسيتم إعادة اللاجئين خاصه من لم يتم توطينهم في سوريا ولبنان إلى هذه الأرض.
طبعا
المشروع مرفوض وطنيا بالنسبة لنا. لكن كافة تصريحات الرفض والاستنكار من قبل حركة
حماس ومصر كانت تأتي على استحياء شديد، مما يوحي بقبولهم هذا المشروع من حيث
المبدأ. فحماس حتما تطمع ان تمتد سلطتها ان أمكن إلى سينا، بينما منطقه سينا القريبة
من قطاع غزه تشكل صداعا لمصر وتتمنى التخلص من مسئوليتها. فقط السلطة الفلسطينية
من ترفض المشروع خشيه ان يكون ضم جزء من سينا على حساب حقوقنا بالضفة وعوده
اللاجئين الفلسطينيين والقدس.
وعندما
حاولت التعمق، لمست عدد من المعطيات التي تشير ان سينا قد تكون جزء من فلسطين من
خلال وقائع تحدث على ارض الواقع، أبرزها:
1- اهل سينا مضطهدون من قبل الحكومة المصرية
ويقطع عنهم الاتصالات والنت على مدار اليوم. وايضا سينا مليئة بالكمائن وحواجز
الجيش المصري مما يجعل ظروف الحياة في سينا أقرب لظروف الاحتلال. اي نستطيع ان
نقول ان نظره الحكومة المصرية لشعب سينا نظره عنصريه مقارنه مع اهالي المناطق
الاخرى. وهو ما اجج الارهاب في سينا.
2- أكثر من ثلثي الشعب المصري يرون ان العريش
في فلسطين.
3- الاصل ان ارض سيناء ارض فلسطينية تم منحها
لمصر في ترسيم الحدود الدولية سنه 1904 لكن قبل ذلك كانت فلسطينية.
4- مشروع سيناء طرح في عهد عبد الناصر وتمت الموافقة
عليه في حينها. ومن رفضه هم الفلسطينيين، وقامت مظاهرات في غزه ترفض التوطين
اللاجئين في سيناء. وفي حينه قاد المظاهرات الحزب الشيوعي الفلسطيني.
5- أخلى الجيش المصري كافة المنطقة الممتدة
من معبر رفح إلى حاجز الريسه بالعريش، واصبحت مهجوه تماما الا من الامن المصري.
وهي مساحة تقرب أكثر من ضعف مساحة قطاع غزه، وهو امر بمنتهى الغرابه. فالأمن
المصري لا يبرر اخلاء منطقه واسعه من السكان وهدم منازلهم مهما كان الارهاب بها.
وذلك يوحي انه يتم الاعداد لمنحها للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان.
6- لهجه ابناء سينا قريبه جدا من اهل قطاع
غزه. أضف ان الاف الانفاق التي انشأت تدلل على علاقتهم الوثيقة مع بعض.
7- في عهد سيدنا موسى، اليهود عاشوا اربعين
سنه في سينا ولم يستطيعوا ان يدخلوا اي جزء من فلسطين لان بها فلسطينيون جبارون.
وقد يكون هذا السبب في رغبتهم ان نعيش نحن في سينا لنذوق ما اذقناه لهم بالقدم.
وعليه
ارى فكره ضم جزء من سينا لقطاع غزه ليست مرفوضة عمليا. على ان يبقى حقنا في فلسطين
التاريخية. ومع احتفاظ حق اللاجئين بالعودة لأراضيهم، واحتفاظ حقنا بالسفر عبر مصر
وإقامة علاقات اجتماعيه واقتصاديه معها.
الا
انه من معرفتي بجمهور المصريين، من المحال ان يتنازلوا عن حق يرونه لهم الا إذا هم
رضوا بذلك. لذا سنواجه مشكله مع الشعب المصري حيث سيرون اننا سلبنا ارضهم بعد ان
باعتها قيادتهم، ومن ثم سيبقي حصار مصر لنا بالتحريض الشعبي. ونحن نرى حصيلة
التحريض الشعبي اليوم لأغلاق معبر رفح على اعتقاد ان يأتي بخطر على الجنود
المصريين في حين المنظفة من المعبر للعريش اصبحت مهجورة ولا يوجد بها الا الامن
المصري، فلا يوجد اي مبرر لإغلاقه. فما بالكم كيف سيتفاقم هذا التحريض لو تم ضم
جزء من سينا الينا ؟
ختاما،
اللاجئون يريدون اعادتهم اوطانهم وليس ازاحتهم من منطقه لمنطقه. والدولة الفلسطينية
بالنسبة لنا لن تقوم الا عندما نتجول في كافة بقاع فلسطين وندخلها بدون حواجز او
معابر. ويكون لدينا جواز فلسطيني صادر من دوله فلسطين بدون اذن من اسرائيل لإصداره.
اي ان ضم كل سينا لن يحل جزء بسيط من قضيتنا، لكنه سيخفف من معاناة اللاجئين في
الشتات.
بقلم: سهيلة عمر
Social Link