نؤكد دائما على أن الجميع شركاء في الوطن على اختلاف توجهاتهم وألوانهم وأفكارهم؛ فالهدف والمسعى واحد وهو تحرير فلسطين، وكل الحركات والأحزاب تحمل شعارات واحده عنوانها ينطق بأن الوطن والمواطن هما الهم الأول ،ولا يجد المواطن من سهام الشعارات النارية إلا الإهمال والتهميش، ويتفننون بالتمثيل بعض الأصابع، التي لا يتألم منها إلا مواطن أمتنا ضعيف الحال، وعلي صعيد آخر نجد الساسة غوغائيون الثرثرة على الفضائيات الناظر لهم يشاهد المتربعين على الشاشات يرتدون أثواب الراقاصات؛ ومن ثم يري مساند الطبالين من خلفهم.
 "وآ أسفآه على حال أمة مناضلة تسعى نحو التحرير"
وعند اجتماعهم تبرق عيون الشعب المكلوم بالأمل، وتترقب خروج ذاك الإجتماع بما يُفرح القلوب، بينما هم في وادٍ آخر جل همهم لإجتماعهم، إلتقاط الصور- زائفة المظهر- وبعد إنتهائهم من تلك المهمة العصيبه، ينصرف الجمع الغفير تخفيا وخفية ولا يعقّبون، ولا يرتقبون؛ فاجتماعاتهم خاوية، ولا أُفق فيها وتتخبط بذات اليسار واليمين، وهناك كلبهم باسط ذراعيه بالوسيط ، وشعب فقير أنهكته الأيام، ولا مجيب لنداء ... وكأننا نكتب باللغة الهيلوغرفية القديمة تحتاج لمن يفك شفرته، وهم لا يتقنون ذلك .
لقد مر على قطاع غزة خمسة عشر عام منذ 9/2000م إلي اليوم، ومازلنا في النفق المظلم نعاني ويلات الحروب والفقر والجهل والبطالة والحصار" فأجيالنا إلى المجهول وشبابنا في الضياع"، والتساؤل لما ترفض التنظيمات التعددية الحزبية في المجلس التشريعي وفي الحياة السياسية بوجهٍ عام؟! ، وإن دل ذلك علي شئ فإنما يدل على عدم قراءة جيدة للتاريخ، وللمشهد السياسي، فإن كانت البشرية لم تجمع بالمطلق على الوحدانية فلربما اجمعت على الربوبية، فهذه هي الطبيعة الانسانية.
افنجتمع بالحياه السياسية ؟!،بل أقر القران الاختلاف بالرأي فقال تعالي"لكم دينكم ولي دين"، فكان لزاماً من تواجد الاختلاف والتعدد بالحياه السياسية، أليس هناك أدني معرفه بالعمل السياسي؟!.
 وكثيرا ما حدثني بعض الكتّاب أن  خلال لقائهم بالشخصيات المختلفة من السياسيين كشف لهم اللقاء عن انعدام المنطقية بفكرهم، فلقد شغلتهم الأهواء، وأعمتهم الأضواء، والتعصب الأعمى لرأيهم؛ فجعلهم لا يعلمون أولئك المتشدقين بالسياسة الفلسطينية أن الكل يؤخذ منه ويرد، (وليعذرني من يقرأ المقال سأخاطبهم بالعامية الآن)
 " يا حبايب إن كان الموج عالي إنحنوا له " فهذا شعبكم، ولتنظروا إلي عمالقة الظلم والدكتاتورية في العالم، ألم ينتهوا وتذهب أفعالهم بأدراج النسيان، ويدعوا الناس بعدم رجوعهم؟!، كدعواهم  لأنفسهم بالخير، وكم هي اللعنات التي تنهال عليهم والسباب؟!. وبما أنه لا توجد فائدة قريبة كانت أم بعيدة من تلك الفرقة التي قد تودي بالوطن يومًا ما إلي التهلكة الداخلية بشقٓية، ويكون التصارع في الطرقات، ونقيم الجديد والعديد من المخيمات حينها من وجهة نظركم الوطن أجمل آنذاك ؟!  يومها ترون بأم أعينكم أن لا كرامة للإنسان إلا بوطنة.

 تَنَادَوا قبل فوات الأوان ولا أحد مخلد في هذه الدنيا فهناك من يُسجل في لوحة شرف الوطن بأنه عظيما، وهناك من يكتب على قبره بأنه كان ضئيلاً وسيئا وعنواناً للشرا، وقد ارتاحت الأرض منه. لذا نبتهل إلي الله بأن يصلح حال الفرقاء ويهديهم إلي  سواء السبيل.