غرق فرعون
من
خلف باب الانقسام هناك امبراطوريات وهم ووهن تدار بعشرات الوزراء المغتصبين للحكم ومن
خلفهم أحزاب تأخذ الشعب رهينة لمصالحها وعلى الشعب دفع التكلفة الباهضه . وهناك
مجلس تشريعي به عشرات النواب الذين لاينطقون الا لصنمية حزب أو فصيل ، منتهية
دورتهم ومدتهم , واستخفاف بالعقول وتعليل بأسباب واهية , وحقائق تكتب وتسجل ولا
تزور فذرياب لحن الأغاني على العود وأضاف وتراً كتب اسمه عليه ، وغاندي ومانديلا
عذبا من أجل حرية شعوبهما. أما قيادات الفصائل الحزبية التي حلك فضاؤها وهتك
ستارها وظهر عفن فكرها , وسذاجة أمرها , ولا تجديد ولا اعتراف بالآخر اللهم أنا
أبو العناتر , وكون فاقد الشيء لايعطيه. وحكومات فلسطينية ليس لها جدوي اللهم سوى
تصنيع بروتكول ذي سستيم المزاج , فأمسها ويومها وغدها مطموس في ظلمات سقيع بحر سيبريا
, وكأنك تسمع مطلع أغنية سعدون جابر عشرين عام قد انقضت لتلك الحكومات المحجوب
الثقة عنها فمن المقالة إلى المسيرة للأعمال إلى المنتهية ولايتها ، باعتقادي أن بلادنا
المثخنة بجراحها والمثقلة بهمها المفجوعة بزعمائها , والتي لم يستعد أقصاها وترضخ
تحت ذل مغتصب محترف ، والمأساة أنهم يتناثرون فضائحهم على أحبال غسيل العار, ويحسبون
أنهم يحسنون صنعا ، لا أريد أن أكتب جملا يتداولها الناس وهم من أوصلهم إليه ،
فساد ورشوة ومحسوبية وضياع وفقر واغتصاب لحقوق الفكر ومنع تداوله السلمي والسلطوي
والتعدد السياسي , وأشد من هذا وذلك خدمة الأعداء بتهجير شبابنا بسببهم , وآخر
ينادي بمنعها دون وضع آليات لإنقاذهم من قيعان الحفر ، وصحراء الشتات ,ومحيطات
الضياع ، وعندما يقرأ جاهل هذا لا يجد ما يمنعه من ضحك يشعره بسرقة طموح الأجيال ,
ويفسد غده , وجلب لنا سخرية عدونا , وأوصل البلاد إلى الهاوية , ويظن أنه ناج بفعلته
, ألم يغرق فرعون ويعترف بضعفه ويقر بالحقيقة التي لطالما أنكرها , ولكن كان
الأوان قد فات فصبر جميل يا أهل المتاهات . وفي أركان الغرف تهمس كلمات صاخبة
المعاني ليس لك أن تقول الحقيقة فهي مدمية للقلوب مع تحجرها ، إنها حقائق أليمة ، وحسابات عقيمة لعقول جاهلة
قد عطلتها بطون متخمة , ينظرها الفقراء والعمال ومن تقطعت بهم الأسباب , ويربطون
الحجارة على البطون ويعضون على الرمال ، ولا يشعر بهم من لا يملك الإحساس , إذ لا
إحساس عند أولئك المتخمين أصحاب الهيات والجخات, وان حدثك ففي وجهه قباحه الفجور يقول
ليس هناك مدينة للفضائل , ولا قواميس لأفكار الإنسانية , ولا شأن لك بتلك الشراذم
، تلك دولتنا المنشودة الضائعة بين مغتصب منبوذ في عالمة , معروف بالاستعلاء , ومجتاح
وصائل ، ما صنيعه إلا كصنيع البهائم ، تدفع الأثمان لبناء الأوطان , يخربها ويسرق أحلام طفولتها ، لذا نقول من ليس
له قدرته على إدارة شئون أمته من الكرامة له أن يرحل ويتركها وشأنها لفرسان تعلموا
قهر المتاعب وركوب الصعاب ، وعلموا أن الوطن يبنه العظماء لا الجبناء ولا البطناء
, وليس من ينظر لمتاع دنا الي ان وصل الحذاء كمن نظر إلى نعيم العلياء فواصل العطاء
للبناء , وليس لحزب أو فصيل أو فكرية حزبية , مع لهاث للكرسي في أعالي السراي , وسيكتب
التاريخ نداء المستغيث للحظة الشقاء فلا ينجو إلا من صدق التوجه للبناء لأن الجميع
في بناء الأوطان شركاء .
Social Link